jeudi 26 juillet 2012

مكانة الكتاب أمام التحديات الراهنة

مكانة الكتاب أمام التحديات الراهنة
     إن الكتاب هو إنتاج فكري مطبوع على مجموعة أوراق ، وعرفته اليونسكو بأنه مطبوع غير دوري يمثل عملا فكريا نشر مستقلا و له كيان مادي مستقل رغم إمكانية وجوده في عدة مجلدات لمؤلف واحد أو عدة مؤلفين . و حسب تعريف "الدكتور حشمت قاسم" يقول : أنه هو أي عمل مخطوط أو مطبوع لا يقل عدد صفحاته عن 50 ص. ، و يتكون من مجلدا أو أكثر ، أما مكوناته متمثلة في القوادم و التي تحتوي على ورقة البطانة و صفحة العنوان و صفحة الصواب و الخطأ و نجد كذلك المتن و المتمثل من المقدمة إلى الخاتمة أما الخواتم فتمثلت في الفهرس و المراجع المستعملة و الملاحق . لكن سؤالنا المطروح ليس مقتصرا على ما هو الكتاب أو مفهومه و تعريفه أو... أو... لكن سؤالنا يكمن في مكانة الكتاب كوعاء ورقي أمام الأوعية الإلكترونية و الرقمية الحديثة ؟
      الكتاب أو الذاكرة الملموسة فليس من باب المبالغة في اعتباره الذاكرة الإنسانية على مر العصور أو امتداد الذاكرة و المخيلة و الأفكار. فكما يقول "خورخي لويس بورفيس" الكاتب و الناقد الأرجنتيني : يعد الكتاب أكثر إثارة للدهشة للإنسان  فالأدوات الأخرى امتداد لجسمه مثل الميكروسكوب و التليسكوب امتداد رؤيته و الهاتف امتداد صوته و المحراث و السيف امتداد ذراعه أما الكتاب فهو شيء أخر ، إنه امتداد ذاكرته. و يقول الكاتب العربي "بحر بن عم الجاحظ" : لا أعلم جارا أبر و لا رفيق أطوع و لا معلما أخضع و لا صاحب أظهر كفاية و لا أقل جنابة و لا أحفل أخلاقا و لا أزهد في جدل من الكتاب و لا أعلم شيئا بجمع من التدابير العجيبة و العلوم الغربية و من آثار العقول الصحيحة و محمود الأذهان اللطيفة و من الحكم الرفيعة و من الأخبار عن القرون الماضية و البلاد المتنازحة ملما يجمع لك الكتاب . و قد كتبت "إليزابيث براوننغ" عن الكتاب بأنه المعلم بلا عصا و لا كلمات و لا غضب بلا خبز و لا ماء إن دنوت منه لا تجده نائما و إن قصدته لا يختبئ منك . و قال آخرون في ذكر أهمية الكتاب أن الكتب ليست أكوام من الورق الميت بل إنها عقول تعيش على الأرفف ، و في ذكر الأرفف قد ذكر "إمبرتوإيكوا" في محاضرته التي ألقاها بمناسبة افتتاح المكتبة الإسكندرية حيث يقول : كانت المكتبات عبر القرون وسيلة مهمة للحفاظ على الحكمة الجماعية و لزالت نوعا من العقل الكوني الذي يمكننا من خلاله إستمادة ما نسيناه أو معرفة ما نجهل من الأمور أو المعلومات و لذا فالمكتبة هي أفضل ما صممه العقل البشري لمحاكاة الحكمة الإلهية ، حيث ترى فيها الكون بأكمله و تفهمه في ذات الوقت . لكن الأهم مقاله تعقيبا عن هذا حيث أشار إلى المقالات التي تنشرها الصحف و الأبحاث التي يقدمها بعض الباحثين الأكادمين و التي تتحدث عن احتمالية موت الكتاب كوعاء ورقي و ذلك في مواجهة عصر الكومبيوتر و الانترنت . فلو كان لزاما على الكتب أن تختفي مثلما حدث للألواح الطينية ... لكان هذا سببا وجيها لإلغاء المكتبات وهذا هو الدليل الذي أعتبره الوجيه ، فإن الكتاب الورقي مزال على شموخيته مع كل الرهانات و الإيجابيات التي يتباها بها و يتميز بها الكتاب الإلكتروني الذي يعد من أهم المصادر و المراجع المعرفية و العلمية كما أنه يختصر المسافات و الحدود السياسية باعتبار هذا المصطلح – الكتاب الإلكتروني E-book – حديث الاستخدام بحداثة الموصوف كان ذلك في نهاية القرن الماضي مع بداية الأرشفة و النشر الإلكتروني بتعريفه صيغة رقمية لنص مكتوب ، أي أصل الكتاب الإلكتروني هو الكتاب الورقي فالسلف جزء لا يتجزأ من الخلف مهما تطورت التكنولوجيات و الوسائط . مثل الحاسوب كل التعديلات التي أضيفت و كل التطورات و الأجيال و الأشكال إلا أنه مزال محافظا على لغته الرقمية – بينال 01010 لكننا لا نجهز على الكتاب الإلكتروني و نعترف بإيجابياته لأنه لا يستطيع في الوقت الراهن منافسة الكتاب الورقي و الدليل على ذلك المناقشة التي جرت من أعضاء مجالس كثيرة على "الويب" حيث ذكرت أن أكثر الدول استخداما و استعمالا للانترنت مثل "و.م.أ." نجد بأن الكتب الورقية تلقى لديهم رواجا كبيرا و لتزال متاجر بيع الكتب الورقية تعرض ألاف الكتب الجديدة كل عام فكيف لنا أن نحكم بأن الكتاب الورقي قد أو بدأ بالزوال ، بالإضافة إلى السلبيات التي يتميز بها الكتاب الإلكتروني أنه يحتاج إلى الآلة و الحاسوب أثقل حجما من الكتاب الورقي بالإضافة إلى استهلاك الطاقة و باقي اللوازم التي يحتاجها الحاسوب . كما أن الكثيرين يعد أن المطالعة الإلكترونية و خاصة و أن الثقافة الإلكترونية سيطرة على مجتمع المعلومات أنها وسيلة حديثة للتثقيف بديلة للكتاب أو مكملة له إلى أنه بمجرد الانتهاء من القراءة بواسطة كبسة زر واحدة ترمي بالكتاب إلى - - Corbeille لكن لا نستطيع فعلها مع الكتاب الورقي الذي يعتبر الأنيس في الوحدة و الصديق الوفي . و من سلبيات الكتاب الإلكتروني نجد كذلك انتهاك حقوق الملكية الفكرية بسبب النشر الإلكتروني غير القانوني مما يعكس إلى عدم التحكم في الببليوغرافيا بأشكالها و أنواعها إضافة إلى المساوئ التي تحدثها الشاشة و رغم كل هذا كان و لازال الكتاب الورقي مصدرا مهما من مصادر المعرفة فتتواجه أفكارك بأفكاره و تحاوره في مكون بل يظل يزين مكتبتك و يفتنك لتعود إليه و يسمح لك لتستخدم هوامشه لتدون ملاحظاتك مع إلزامه بدوره الهام في العملية التعليمية فهو المساهم الأول في دفع عجلة التعليم مع إمكانية للوصول إ‘لى أماكن تعجز الأنترنت الوصول إليها .
    و في الأخير تبقى الإشكالية مفتوحة كما طرحت في إحدى المقالات على الويب هل ما يزال الكتاب الورقي يتحدى الكتاب الإلكتروني .

Kouider tifour
 Kouider-tifou@yahoo.fr

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire