samedi 28 juillet 2012

لسانيات التوثيق


لســــانيات التـــوثيـــق
            اللغة هي نظام من العلامات المتواضع عليها اعتباطا و التي تتسم بقبولها للتجزئة و يتخذها الفرد عادة كوسيلة للتعبير عن أغراضه و لتحقيق الاتصال بالآخرين و كما ذكر "الدكتور عبد الجليل مرتض" : إن اللغة مجموعة من العلامات الاعتباطية – الإشارة أو العلامة – و ما الذي يرجع إلى اللغة مما يرجع منها إلى الكلام أما الإشكال يعود إلى طبيعة النشاط اللغوي الذي لم يعرف حتى الآن جيدا حيث لا نستطيع إلا أن نحاول و صف  وظيفة اللغات الطبيعة مما يتفق عليه الجميع أن اللغة الطبيعية لها صفات منها التجزئية و التي كونها علامات كما عرفها " دوسوسور" بأنها المجموع الناجم عن ارتباط الدال بالمدلول و يقصد بذلك كما جاء في كتاب المباحث اللغوية في ضوء الفكر اللساني الحديث أن العلامة ليست لفظا مجردا عن معنى بل هو لفظ يفهم منه معنى عند إطلاقه و الإطلاق هنا يقصد به وسيلة الاتصال و منه لايمكن الفصل بين الدال و المدلول [ الدال الوسيلة و المدلول المعنى الذي و صلنا إليه ].
             و عندما نأتي للتفصيل في أساسيات الحدث اللساني و الذي يعتبر الاستعمال المقنن من نظام لغوي أوسع منه بكثير فيكون ضمن ممارسة جزئية و ضمن إطار مسخر و سابح في نهر أوسع منه هو نهر اللغة العام . و أساسيات هذا الحدث متمثلة في : التأليف و الذي منه نستنتج أن الحدث اللساني ليس مجرد أصوات و كلمات مصفوفة و متتالية لا يجمع بينها نظام لأن تأليفه يحتاج إلى المحاورة بقدر احتياجه إلى نسق التركيب و بنية التنظيم ، و منه عند رجوعنا إلى لسانيات التوثيق نستخلص أن اللغة المستعملة غير خارجة عن النسق العام للغة الطبيعية ، بل هي مستوحاة منها إلا أننا في تخصص علم المكتبات و التوثيق نستعمل أدوات و عمليات لتحولها إلى اللغة لغة مقننة قابلة للقياس كما يقول عنها " يلمسليف Jelmslev " : اللغة تتضمن مستويين ، مستوى التعبير و مستوى المحتوى . و عند تحويل هذين المستويين في تخصصنا من اللغة الطبيعية إلى اللغة المقننة يصير المستوى الأول بمثابة الفهرسة الوصفية و المستوى الثاني بمثابة التكشيف و الإستخلاص ، أما أساس الثاني من أساسيات اللغة نجد المكون الصوتي و الذي يعتبر المادة الأساسية و الطبيعية للحدث اللساني بإعتبارنا نعبر بالصوت المنطوق عن الفكر المقصود   الذي يعكسه أو يمثله في اللغة المقننة بإعتبار الكلام يستطيع أن يكون رموز أو حروف أو حتى إشارات متفق عليها كما سبق ذكرها هي أدوات البحث التي يعدها ألتوثيقي أو المكتبي و التي هي بدورها عبارة عن إشارات و أشكال متفق عليها بين الباحث و المكتبي و يكون التبادل اللغوي في استجواب الفهارس و الببليوغرافيات .
عندما نأتي لتفهم الاكتساب و الاتفاق اللغوي بين الباحث و المكتبي في اللغة المقننة أو ما أسميه بالاتصال غير اللغوي يرجع أن الاكتساب هو اكتساب لا واع لأننا كما يقول "د.عبد الجليل مرتاض" في هذه الحالة التي تتأمل فيها لغتنا ناضجة أو على الأقل قادرة على التبليغ وفق قنوات مضبوطة فإننا ننطلق سلفا من منظومة متتالية لا يبقى إلا الإتباع و التقليد . لكن لاكتساب اللغة طرق ، و في مجالنا فإن لاكتساب اللغوي مقتصر على الرؤية – شاشة الحاسوب عند استجواب الفهرس الآلي أو البطاقات الفهرسية في الفهرس البطاقي – أما الأساس الثالث من أساسيات الحدث اللساني هو المكون التركيبي و الذي بينه علماء اللغة على أنه جوهر الحدث اللساني ، و جوهر الحدث إنما هو في تراكيبه و في منظومته التركيبية . فمن أهم خصوصيات اللغة شكلها المقنن الذي يقوم على المكون التركيبي و منه يتبين لنا في اللغة التوثيقية أن لها تركيب مقنن و المستعمل في الفهرسة الوصفية و التكشيف اعتمادا على الـ:ISBD ،Unimarc  ، NFZ44062 ، NFZ44004 ، NFZ44070 ، ISO ... و المواصفة القياسية العربية . و المكون التركيبي يظهر في اللغة المقننة من خلال الكلمات الدالة المتواجدة في الفهرس أو قاعدة البيانات مثلا : بين الرأس الموضوع وتفريعه في اللغة العربية نستعمل ( _ ) أما في اللغة الفرنسية فنستعمل ( : ) و هنا يظهر مايسمى بالشكل التركيبي .
           أما ألأساس الرابع و الأهم في اللغة الطبيعية و المقننة معا و الذي تقوم عليه اللغة و مكوناتها الأساسية من أجل الوصول إليه وهذا الأساس يعتبر من المراحل المهمة في اكتساب اللغة ألا و هو المكون الدلالي . فالمتكلم في اللغة الطبيعية يحاول أن ينشئ الحدث اللساني بالاعتماد على عناصر لغوية ذات دلالات معينة فيحاول الضم بينهما وفق ماتمليه العلاقات النحوية فتكون فائدة الكلام حاصلة بالخبرة المستمدة من نوعية الترابطات حيث يقول "الجرجاني" من خلال مختبره العلمي المبنى أساسا على الاستنباط الإخباري : أعلم أن مثل واضع الكلام مثله مثل من يأخذ قطعا من الذهب و الفضة فيذيب بعضها في بعض حتى تصير قطعة واحدة و هذا هو بالضبط ما يحدث في المعالجة الوثائقية ، فعندما يقوم المكتبي أو ألتوثيقي بأخذ العناصر الأساسية من الوثيقة كالعنوان ، فهرس الوثيقة ، الملخص ... و دمج هذه الأخيرة و تحليلها و دمج النتائج مع بعضها البعض بالاعتماد على أدوات مثل القوائم و المكانز و الموصفات فيحصل على قطعة جديدة و هي البطاقة الفهرسية التحليلية. و ذكر" بالمر Palmer " أن مشكلة علم الدلالة لم تعد البحث على ما يسمى بالمعنى بل هي بالأحرى محاولة فهم الكيفية التي يمكن بها للكلمات و الجمل أن تعني شيئا ، أو على الأقل كيف تكون ذات معنى ، و هذا هو الإشكال الواقع أو الساقط بدوره في اللغات التوثيقية و هو ما تحاول الوصول إليه لإيجاد و توفير كلمات ذات دلالة عند البحث . و الكلمات و المفردات التي يجب أن تستعمل أن توحي هي الآخرة إلى نص الوثيقة الملموس و الإدلال على محتواها أي إسقاط نموذج الخطاب الأدائي الذي كان على يد " J.L.Alistin " أي الانتقال من الكلمات المعبرة إلى العالم أي من الكلمات الدالة إلى الوعاء حامل المدلول مثلا : وثيقة تتكلم على تاريخ الجزائر فنجد عند البحث ( الجزائر – تاريخ –1830 -1900 ) . هنا توفر مكون التأليف و مكون التركيب ، و المكون الصوتي هو الذي أوصلنا إلى هذه النتيجة . أما الدلالة فتظهر عند فاهم اللغة المقننة هي دراسة الجزائر من وجهة تاريخية في فترة مابين 1830 و .1900وعليه لعل ان المدرسة التوزيعية التي ترى إمكانية الوصف النحوي دون اللجوء إلى المعنى و هو ما يمثله في اللغات التوثيقية – الفهرسة الوصفية – هنا ما جعل " شومسكي " يميز أحيانا بين الوصف اللغوي و الوصف البنيوي ، حيث يتعامل الأول أي الوصف اللغوي مع البني السطحية كتعامل الفهرسة الوصفية مع شكل الوثيقة ، الغلاف ، الحجم ... أما الثاني و هو الوصف البنيوي فهو يصف التحولات التي توصل إلى البنية السطحية كما تعمل الفهرسة التحليلية من كلمات دالة و إستخلاص فمن خلالها نصل إلى الوثيقة .
            أما بالنسبة لإشكالية الإستخلاص الجيد عند أخصائيين لغات التوثيق فيمكن اختصاره من قول " شوميسكي" في تفسير لـ :Structure Syntaxique حيث يقول أن الجمل النحوية هي الجمل التي لها معنى دلالي كما يسميها هو بـ : Signification .
           و في الأخير أن الهدف من هذه الدراسة هو، توضيح استعمال اللغة المقننة في معالجة الوثائق من الفهرسة الوصفية و التكشيف و الإستخلاص غير بعيدة عن أصل و مجال اللغة الطبيعية البشرية .

Kouider Tifour
Kouider_tifou@yahoo.fr
         

jeudi 26 juillet 2012

المكتبـات العامـة و دورها في خدمـة مجتمـع المعلــومات في الجــزائـر


المكتبـات العامـة و دورها في خدمـة مجتمـع
المعلــومات في الجــزائـر
    المكتبات العامة هي مؤسسات ثقافية تعليمية معلوماتية ذات مبادئ و أطر اجتماعية و منهجية و خدمات مجانية ، و المفهوم الكلاسيكي الجاف للمكتبة العامة فقد زال بزوال المجتمع البدائي حيث تطورت وظيفة هذه المكتبات بتنامي الدور الاجتماعي الذي تلعبه . فبعد أن كانت في مراحلها الأولى عبارة عن أرشيف تحفظ فيه سجلات الدولة و الكتب و مظهرا من مظاهر البزخ الاجتماعي للنبلاء و الأثرياء ، أصبحت تستجيب لخدمة كل المجتمع و تقدم خدماتها على أسس علمية سليمة لجميع أصناف المجتمع بدون تمييز .                                                                              
     من خلال هذا نجد أن العنصر الأساسي في هذه المعادلة هو المجتمع الذي بنيته التركيبية نواتها المعلومات التي أصبحت بدورها حقا اجتماعيا في المجتمعات المتقدمة و عليه فإن مجتمع المعلومات هو مجتمع القرن الواحد و العشرين الذي من أجله تسعى الدول و المناطق في مختلف أنحاء العالم الدخول في زمرته و من بينها الجزائر من الخطوة التي اتخذتها وراء إنشاء الحكومة الإلكترونية أو الرقمية ، على المنطق أنه هو السبيل للرقي و التطور . و دليل ذلك هو انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات في دورتين : الأولى بجنيف ديسمبر 2003 و الثانية بتونس نوفمبر 2005 .                                                                                                 
      و يرى بعض الباحثين أن مصطلح مجتمع المعلومات قد جاء كنتيجة للصفة التي أطلقت على العصر الذي نعيشه و " عصر المعلومات " و جاء في دائرة المعارف الدولية لعلم المعلومات و المكتبات أن المصطلح يشير إلى المجتمع الذي أصبحت فيه المعلومات القوة المحركة الرئيسية اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا ، فالدولة في هذه الحالة مطالبة بمراجعة أفرادها كلا حسب اهتمامه من المعلومات حتى يصير المجتمع مجتمع معلوماتي و مجتمع المعلومات ليس بالمصطلح الجديد فقد أستخدم لأول مرة في الو.م.أ عام 1960 ثم تطور مفهومه بفضل جمعية المكتبات البريطانية و مجموعة عمال المكتبات العامة .                                                                      
      و لتحقيق هذا في بلادنا يجب الاهتمام أكثر بالبنية التحتية للمعلومات و التي تتمثل في :                                                                                                          
* شبكات الاتصال .
* صناعة تكنولوجية المعلومات .
* المكتبات و مراكز المعلومات و خاصة المكتبات العامة على أنها المصدر الثقافي و الفكري و التعليمي للمجتمع و حفظ التراث الإنساني .                                                                             
      و كما هو مألوف عندنا في الجزائر أن الإمداد بالمعلومات هو إمداد مؤسسي ، و لكن في الواقع ليس هناك سبب قاطع لذلك ، فإن المعلومة يمكن أن تسلم أو تتاح من خلال الأفراد . و هذا ما يساعدنا للدخول في زمرة مجتمع المعلومات على أساس أن المجتمع ألمعلوماتي هو ذلك المجتمع الذي يتحكم في استعمال الوسائل التكنولوجية الرقمية و الحواسيب في إنتاج و تسويق و أمن المعلومات و هذا ما سوف تحققه الجزائر إذا ما طبقت مشروع الحكومة الإلكترونية ، و لتكوين أفراد ذوي قابلية في إنتاج و أمن و التحكم في المعلومات لا يأتي إلا من خلال المكتبات بدورها منتجة و صانعة للمعلومات من خلال الأدوات التي تستعملها مثل : الإحاطة الجارية و قواعد البيانات و الفهرسة عن بعد . و كذا تأتي أهميتها حسب ما أعلن عليه في القمة العالمية لمجتمع المعلومات في دورته الأولى بجنيف عندما أشيرا إلى وجوب دعم المؤسسات العامة و في مقدمتها المكتبات العامة التي يمكن أن تؤدي دورا مهما في بناء مجتمع المعلومات و دعمه من خلال الخدمات التي تقدمها و التي نذكر منها :                                                                                                                  
* تعتبر مركز التعليم الذاتي .                                                                                                   
* تساعد على اكتساب المهارات الحديثة .
* لها دور كبير في أمن المعلومات و حماية الملكية الفكرية .
* لها دور في تشجيع الحوار بين الثقافات و تأكيد التنوع الثقافي .
* لها علاقة بين الخدمة الاجتماعية التي تكمن في وحدة الهدف و المتمثل في الرقي بالفرد و المجتمع .
* لها دور اتصالي بين أفراد المجتمع حيث تعتبر الوسيلة في الحلقة الاتصالية الجماهيرية .
* لها دور في تسويق المعلومات و المعرفة بصفة عامة .
* المكتبات تناهض الإرهاب الفكري من خلال إجراءات الاقتناء و سياسة التزويد .
      و أحسن مثال على هذا النوع من المؤسسات في الجزائر هي المكتبات المطالعة العمومية الولائية ، حيث تعتبر المحرك الفكري و الثقافي و حتى الاقتصادي التنموي السياحي لكل ولاية بفضل الخدمات التي تقدمها و الدور التعليمي و التربوي الذي تلعبه .                                                                           
        جاءت هذه المكتبات بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 07 – 275 المؤرخ في 6 رمضان من عام 1428هـ الموافق لـ 18 سبتمبر من سنة 2007م و الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد 58 المؤرخة في 7 رمضان من عام 1428هـ الموافق لـ 19 سبتمبر من سنة 2007م. و العينة التي أقدمها على سبيل الذكر هي مكتبة المطالعة العمومية لولاية تيبازة ، و التي تحققت فيها حوالي 90% من المبادئ التي أعلن عليها في القمة العلمية لمجتمع المعلومات في دورته الأولى .                                                                                                                   
        إن هذه المكتبة في فترة زمنية قصيرة من تاريخ إفتتاحها و المقدرة بـ: 6 أشهر قامت بإنجازات مرضية حيث احتوت على مايقارب 662 مستفيد على مختلف الأعمار و الأجناس ، و حسب شهادة بعض المستفيدين و رواده هذه المكتبة في مقابلة لهم أقروا على :                                                                                                
- المكتبة هي مؤسسة للمطالعة و الاكتشاف .
- بواسطتها استطاعوا التأقلم و التعود على محيط القراءة و المطالعة بفضل النادي الذي أنشأته المكتبة " نادي القراء " .                                                                                                         
- تساعد على التحصيل الدراسي بفضل المراجع و الحوليات .
- تساعد على الإبداع و اكتشاف الخبرات و هذا بفضل الأنشطة و الألعاب و المعارض الفكرية مثل : معرض تاريخ الورق .                                                                                                                          
- بواسطة فضاء الانترنت ساعد الأطفال و حتى الكبار بإتقان الحاسوب و استعمال الشبكة و الاتصالات عن بعد  مثل : E-mail و   Skaypو   Blogger.
      و عليه ندعو إلى الاهتمام بمثل هذه المؤسسات و في نفس الوقت نقوم بالدعاية لها و الإشهار بها لأنها الصانعة و المنجزة و المنتقية للقوة المحركة و المتمثلة في العقل البشري لأن الاستثمار الذي يعطي مستقبل اقتصادي ناجع و رفاهية اجتماعية و تطور تنموي لا يكون إلى بالفكر كما < قال أحد السياسيين اليابان أن سر تطور اليابان هو أن سياسته كانت الاستثمار في العقول من خلال المناهج التعليمية و المؤسسات التثقيفية العلمية > و في مقدمتها المكتبات العامة التي بخدماتها تساعد الأفراد و الجماعات في حل مشاكلهم و المشاركة في العملية الديمقراطية بالتثقيف و الوعي و كما يقول سيدنا الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه      << ربوا أبناءكم غير تربيتكم لأنهم خلقوا لزمن غير زمنكم >> .
    و من خلال هذا ما يسعنا إلى القول أن وجود مثل هذه المؤسسات في بلادنا و الوطن العربي بأسره أننا في احتكاك مع الرقي الفكري و التحضر الإنساني .     

      
Kouider tifour

مكانة الكتاب أمام التحديات الراهنة

مكانة الكتاب أمام التحديات الراهنة
     إن الكتاب هو إنتاج فكري مطبوع على مجموعة أوراق ، وعرفته اليونسكو بأنه مطبوع غير دوري يمثل عملا فكريا نشر مستقلا و له كيان مادي مستقل رغم إمكانية وجوده في عدة مجلدات لمؤلف واحد أو عدة مؤلفين . و حسب تعريف "الدكتور حشمت قاسم" يقول : أنه هو أي عمل مخطوط أو مطبوع لا يقل عدد صفحاته عن 50 ص. ، و يتكون من مجلدا أو أكثر ، أما مكوناته متمثلة في القوادم و التي تحتوي على ورقة البطانة و صفحة العنوان و صفحة الصواب و الخطأ و نجد كذلك المتن و المتمثل من المقدمة إلى الخاتمة أما الخواتم فتمثلت في الفهرس و المراجع المستعملة و الملاحق . لكن سؤالنا المطروح ليس مقتصرا على ما هو الكتاب أو مفهومه و تعريفه أو... أو... لكن سؤالنا يكمن في مكانة الكتاب كوعاء ورقي أمام الأوعية الإلكترونية و الرقمية الحديثة ؟
      الكتاب أو الذاكرة الملموسة فليس من باب المبالغة في اعتباره الذاكرة الإنسانية على مر العصور أو امتداد الذاكرة و المخيلة و الأفكار. فكما يقول "خورخي لويس بورفيس" الكاتب و الناقد الأرجنتيني : يعد الكتاب أكثر إثارة للدهشة للإنسان  فالأدوات الأخرى امتداد لجسمه مثل الميكروسكوب و التليسكوب امتداد رؤيته و الهاتف امتداد صوته و المحراث و السيف امتداد ذراعه أما الكتاب فهو شيء أخر ، إنه امتداد ذاكرته. و يقول الكاتب العربي "بحر بن عم الجاحظ" : لا أعلم جارا أبر و لا رفيق أطوع و لا معلما أخضع و لا صاحب أظهر كفاية و لا أقل جنابة و لا أحفل أخلاقا و لا أزهد في جدل من الكتاب و لا أعلم شيئا بجمع من التدابير العجيبة و العلوم الغربية و من آثار العقول الصحيحة و محمود الأذهان اللطيفة و من الحكم الرفيعة و من الأخبار عن القرون الماضية و البلاد المتنازحة ملما يجمع لك الكتاب . و قد كتبت "إليزابيث براوننغ" عن الكتاب بأنه المعلم بلا عصا و لا كلمات و لا غضب بلا خبز و لا ماء إن دنوت منه لا تجده نائما و إن قصدته لا يختبئ منك . و قال آخرون في ذكر أهمية الكتاب أن الكتب ليست أكوام من الورق الميت بل إنها عقول تعيش على الأرفف ، و في ذكر الأرفف قد ذكر "إمبرتوإيكوا" في محاضرته التي ألقاها بمناسبة افتتاح المكتبة الإسكندرية حيث يقول : كانت المكتبات عبر القرون وسيلة مهمة للحفاظ على الحكمة الجماعية و لزالت نوعا من العقل الكوني الذي يمكننا من خلاله إستمادة ما نسيناه أو معرفة ما نجهل من الأمور أو المعلومات و لذا فالمكتبة هي أفضل ما صممه العقل البشري لمحاكاة الحكمة الإلهية ، حيث ترى فيها الكون بأكمله و تفهمه في ذات الوقت . لكن الأهم مقاله تعقيبا عن هذا حيث أشار إلى المقالات التي تنشرها الصحف و الأبحاث التي يقدمها بعض الباحثين الأكادمين و التي تتحدث عن احتمالية موت الكتاب كوعاء ورقي و ذلك في مواجهة عصر الكومبيوتر و الانترنت . فلو كان لزاما على الكتب أن تختفي مثلما حدث للألواح الطينية ... لكان هذا سببا وجيها لإلغاء المكتبات وهذا هو الدليل الذي أعتبره الوجيه ، فإن الكتاب الورقي مزال على شموخيته مع كل الرهانات و الإيجابيات التي يتباها بها و يتميز بها الكتاب الإلكتروني الذي يعد من أهم المصادر و المراجع المعرفية و العلمية كما أنه يختصر المسافات و الحدود السياسية باعتبار هذا المصطلح – الكتاب الإلكتروني E-book – حديث الاستخدام بحداثة الموصوف كان ذلك في نهاية القرن الماضي مع بداية الأرشفة و النشر الإلكتروني بتعريفه صيغة رقمية لنص مكتوب ، أي أصل الكتاب الإلكتروني هو الكتاب الورقي فالسلف جزء لا يتجزأ من الخلف مهما تطورت التكنولوجيات و الوسائط . مثل الحاسوب كل التعديلات التي أضيفت و كل التطورات و الأجيال و الأشكال إلا أنه مزال محافظا على لغته الرقمية – بينال 01010 لكننا لا نجهز على الكتاب الإلكتروني و نعترف بإيجابياته لأنه لا يستطيع في الوقت الراهن منافسة الكتاب الورقي و الدليل على ذلك المناقشة التي جرت من أعضاء مجالس كثيرة على "الويب" حيث ذكرت أن أكثر الدول استخداما و استعمالا للانترنت مثل "و.م.أ." نجد بأن الكتب الورقية تلقى لديهم رواجا كبيرا و لتزال متاجر بيع الكتب الورقية تعرض ألاف الكتب الجديدة كل عام فكيف لنا أن نحكم بأن الكتاب الورقي قد أو بدأ بالزوال ، بالإضافة إلى السلبيات التي يتميز بها الكتاب الإلكتروني أنه يحتاج إلى الآلة و الحاسوب أثقل حجما من الكتاب الورقي بالإضافة إلى استهلاك الطاقة و باقي اللوازم التي يحتاجها الحاسوب . كما أن الكثيرين يعد أن المطالعة الإلكترونية و خاصة و أن الثقافة الإلكترونية سيطرة على مجتمع المعلومات أنها وسيلة حديثة للتثقيف بديلة للكتاب أو مكملة له إلى أنه بمجرد الانتهاء من القراءة بواسطة كبسة زر واحدة ترمي بالكتاب إلى - - Corbeille لكن لا نستطيع فعلها مع الكتاب الورقي الذي يعتبر الأنيس في الوحدة و الصديق الوفي . و من سلبيات الكتاب الإلكتروني نجد كذلك انتهاك حقوق الملكية الفكرية بسبب النشر الإلكتروني غير القانوني مما يعكس إلى عدم التحكم في الببليوغرافيا بأشكالها و أنواعها إضافة إلى المساوئ التي تحدثها الشاشة و رغم كل هذا كان و لازال الكتاب الورقي مصدرا مهما من مصادر المعرفة فتتواجه أفكارك بأفكاره و تحاوره في مكون بل يظل يزين مكتبتك و يفتنك لتعود إليه و يسمح لك لتستخدم هوامشه لتدون ملاحظاتك مع إلزامه بدوره الهام في العملية التعليمية فهو المساهم الأول في دفع عجلة التعليم مع إمكانية للوصول إ‘لى أماكن تعجز الأنترنت الوصول إليها .
    و في الأخير تبقى الإشكالية مفتوحة كما طرحت في إحدى المقالات على الويب هل ما يزال الكتاب الورقي يتحدى الكتاب الإلكتروني .

Kouider tifour
 Kouider-tifou@yahoo.fr

الإدارة العلمية للأرشيف


الإدارة العلمية للأرشيف
مقال
        إن المعلومات لا غنى عنها لأنها في كل نواحي النشاط الإنساني ، فالمعلومات مهمة في علاقة الإنسان بخالقه و مجتمعه و ببيئته ، و علاقة المجتمعات مع بعضها البعض في السياسة و الثقافة و إدارة المصالح . ففي بلاد من أنواع مختلفة تلعب المعلومات دورا مهما في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية و حت الدينية منها بغض النظر عن الدولة أو حالة التنمية بها ، هذا و نحن الآن في بلادنا و العالم بأسره نتجه نحة عالم تكنولوجيا المعلومات المتقدمة و الفائقة ، العالم الذي يتجه نحو التكتلات المعلوماتية و نحو شبكات الإتصال بعيدة المدى .
   كما يعنى الأرشيف في ضوء هذا الحدث بالذاكرة الخاريجية للإنسان حصر و تجميعا تحليلا و إتاحتا برصد المبادئ و القوانين النظرية و التطبيقية التي تحكم بنية هذه الذاكرة و تطوراتها و أبعادها و مقارباتها ، و ما بين هذه المقاربات من علاقات ، و السعي إلى تطبيق التكنولوجيات و نظريات الإتصال لتحقيق أقصى فائدة منها لسد حاجيات الإنسان من المعلومات و الحفاظ عليها و حمايتها . وللحفاظ على كل هذه المبادئ لبد من تبني إدارة علمية و حديثة لتسير كل هذه المعطيات و التحديات . و السؤال المطروح مالمقصود بالإدارة الحديثة ؟ و ماهي الطرق و الأدوات لتبني هذه الأخيرة ؟
    يعتبر الحاسوب العنصر الأساسي في نظم المعلومات ، كما له الفضل الكبير في إنتشار الأتمتة داخل الإدارات و المؤسسات و زاد الإقبال عليه بظهور ثورة المعلومات و عليه نستخلص القصد من الإدارة الحديثة هي الإدارة الإلكترونية و المفهوم الشائع للإدارة الإلكترونية هو الإستغناء عن جميع المعاملات الورقية أي إزالة الطابع المادي ، و دمج المكتب الإلكمتروني عن طريق الإستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات و إجراءجميع المعاملات و المهام الإداري بالشكل الآلي إبتداءا بالمرسلات و إنتهاءا بتكامل نظم المعلومات بالإضافة للسرعة و الدقة في إجراء المهام لتكون كل إدارة جاهزة للربط مع الحكومة الإلكترونية لاحقا . و نحن الآن بحاجة ماسة لمثل هذه الإدارة و خاصة أن مجتمعنا اليوم يعتمد على المعلومات كمورد إقتصادي و في نموه على الحاسبات و شبكات الإتصال .
  و للوصول لمثل هذه الإدارة أو تطبيقها على أرض الواقع في مؤسسة كالأرشيف لبد من تبني نظام آلي مخول له إدارة الوثائق و تسييرها إلكترونيا أو ماتسمى بــ:-  DMS و من بين هذه الأنظمة نجد : ALEXANDRIE ، DIPMAIKER ، DOCUMENTUM ، CYBERDOC ،LASERFICH و هذا الأخير الذي يستعمله الأرشيف الوطني الجزائري و لبد من مستعمل هذه الأنظمة إحترام المعايير الدولية و العالمية في هذا المجال منها معيار ISO15489 الذي يشترد على الوثيقة الأرشيفية أن تحمل الوقائع الحقيقية و المصداقية ، بالإضافة إلى معيار ISO9001 و ISO9002 و ISO1400 ... و الأخذ بعين الإعتبار القوانين الخاصة بتسيير الأرشيف في كل بلد مثل القانون الجزائري رقم 88- 09 المؤرخ في 7 جمادة الثانية 1408 الموافق لـ : 26  جانفي 1988 و الصادر في الجريدة الرسمية الجزائرية و المتضمن قانون العقوبات رقم 66 – 156 المؤرخ في 18 صفر 1386 الموافق لـ : 8 جوان 1966 .
     و الذي أدى إلى التحول من الأرشيف الورقي إلى الأرشيف الإلكتروني هو : أن الأرشيف الورقي يحتاج الوقت الكبير للبحث عن الوثائق كما أنه غير قابل للتوزيع ومكلف في عملية التخزين مع قابليته للتلف و هذا التحول يحتاج إلى توفير بيئة و بنية تحتية مناسبة مع الوعي المعلوماتي للمظفين .
     و من خطوات التحول أو إ نشاء الأرشيف الإلكتروني يجب:
-         إستقبال البيانات و المستندات المراد أرشفتها .
-         ترميز الوثائق المراد أرشفتها .
-    إدخال هذه الوثائق كما قد تمثل وثيقة مفردة أو ملف أو رصيد في ذاكرة الحاسوب و هذا بإستعمال الماسح الضوئي مع تقنية الرقمنة في التعرف الضوئي على الحروف " OCR " بالإعتماد على برامج مثل : ACROBAأو SAKHRأو OMINIPAIGE   بالإضافة إلى برنامج Photoshop أو Paint و المعتمد عليهم في عملية تحويل الصور إذا كانت الوثيقة الأرشيفية صورة أو خريطة . و هذه المرحلة نجد كذلك تقنية الكبس بإستعمال برنامج Winrar أو Winzip وهذه مهمة في عملية تبادل أو نقل أو إرسال الملفات بالشكل الآلي و الأفضل في الأرشيف إختيار الكبس بتركيبة Tiff أو Gif لكي لا تفقد الوثيقة أو الملف المعطيات في عملية التعديل، و مع كل هذا هناك بعض النقاط يجب مرعاتها عندج تصميم الملفات الأرشيفية :
-     يجب على المعلومات المسجلة في الملف أن تكون متضحة لدى المؤسسة حت يمكنها تحديد التراكيب المناسبة و الخاصة مثل : Doc ، Exl ، Xml ، Tiff ، Flv ...
-    يجب المقارنة بين التراكيب المختلفة للملفات مثلا إذا وجدت ملفات ذات تركيبة Gif نضعها في مجلد واحد لتسهيل التعامل معها و الرجوع إليها بسرعة .
و مع أن الأرشفة النهائية من خصائصهاالمعالجة ، التصنيف ،و الترتيب مع إعداد أدوات البحث . فالإدرة الإلكترونبة للأرشيف أخذت بعين الإعتبار هذه الخاصية و ذلك بالإعتماد على التقانين و التراكيب مثل : Unimarc Marc21 Metadata - IsaDG ومن نتائج هذه الأخيرة توفير زاجهة بحث و إسترجاع مقننة مع التكشيف و التصنيف و الإستخلاص
أما بالنسبة لسياسة الحفظ الخاصة بهذا الطور يجب إستعمال كل الدعامات الإلكترونية الممكنة بتعدادها لضمان الحصول على حفظ و تخزين آمن و متطور ، و من بين هذه الدعامات نجد:
CD-R /DVD-R /Server مع التحويل اليومي /Bak-up و عذا خارج الجهاز/Migration مرة كل 5 سنوات  / مع القيام الدوري بتجديد Refreshing . بالإضافة إلى إمكانية إستعمال العلبة الإلكترونية الخاصة بالمؤسسة أو الأرشيفي مع مميزاتها الغير محدودة في الحفظ بشرط التأمين و المراجعة اليومية .
و من أهداف و فوائد الإدارة الإلكترونية للأرشيف التقليل من إستخدام الورق و توابعه من الطابعات و الحبر و باقي الوثائق المرفقة بالإ رسال ، كما أن التقليل إستخدام الورق سوف يعالج مشكلة يعاني منها الأرشيف و هي عملية الحفظ ، مما يؤدي إلى عدم الحاجة إلى أماكن الخزن و الإستغناء عن تكاليفه مع :
-         تأمين الوثائق و خاصة الحساسة منها .
-         تثمين الأرصدة .
-         سهولة الإتصال بين الدوائر داخل المؤسسة و سرعة نقل الوثائق بينها .
-         مراقبة الوثائق و التقليل من الأخطاء .
-         سهولة الوصول للوثائق أيا كان المستخدم .
-         الرفع في أداء الإدرة و التسيير و الأرشيفي .
و رغم كل هذه المميزات التي يتميز بها الأرشيف الإلكتروني إلا أن له بعض السلبيات التي تؤثر بشكل مباشر عليه منها :
-         التطور السريع لبرامج الأرشفة .
-         تعرض الأجهزة مثل الحاسوب إلى أعطاب سوف يؤثر بشكل مباشر على العمل في المكتب و بصفة كلية .
-         إمكانية تعرض المواد الأرشيفية للسرقة خاصة و نحن الآن في عصر القرصنة الإلكترونية .
و لعلاج مثل هذه السلبيات يجب تكوين فريق عمل يشمل كل العاملين و المعنيين بإدارة الأرشيف لوضع القوائم الشاملة للأرشيف الإلكتروني مع تكوين الأرشفيين و خاصة في مجال الأمن الرقمي .
    و في الأخير فإن نجاح أي إدارة في القرن 21 – خصوصا و أن نظرة العالم اليوم بين شبكات الإتصال و تكنولوجية المعلومات تتنامى – مقتصرة على شهادة " ISO " و التي لا تستطيع أي إدارة الحصول عليها مهما كانت مصداقيتها إلا بإتباع القواعد العامة لهذه الأخيرة و إدارة الجودة الشاملة و نجاحها داخل هذه الإدارة .
kouider tifour