الإدارة العلمية للأرشيف
مقال
إن
المعلومات لا غنى عنها لأنها في كل نواحي النشاط الإنساني ، فالمعلومات
مهمة في علاقة الإنسان بخالقه و مجتمعه و ببيئته ، و علاقة المجتمعات مع
بعضها البعض في السياسة و الثقافة و إدارة المصالح . ففي بلاد من أنواع
مختلفة تلعب المعلومات دورا مهما في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية و حت
الدينية منها بغض النظر عن الدولة أو حالة التنمية بها ، هذا و نحن الآن في
بلادنا و العالم بأسره نتجه نحة عالم تكنولوجيا المعلومات المتقدمة و
الفائقة ، العالم الذي يتجه نحو التكتلات المعلوماتية و نحو شبكات الإتصال
بعيدة المدى .
كما
يعنى الأرشيف في ضوء هذا الحدث بالذاكرة الخاريجية للإنسان حصر و تجميعا
تحليلا و إتاحتا برصد المبادئ و القوانين النظرية و التطبيقية التي تحكم
بنية هذه الذاكرة و تطوراتها و أبعادها و مقارباتها ، و ما بين هذه
المقاربات من علاقات ، و السعي إلى تطبيق التكنولوجيات و نظريات الإتصال
لتحقيق أقصى فائدة منها لسد حاجيات الإنسان من المعلومات و الحفاظ عليها و
حمايتها . وللحفاظ على كل هذه المبادئ لبد من تبني إدارة علمية و حديثة
لتسير كل هذه المعطيات و التحديات . و السؤال المطروح مالمقصود بالإدارة
الحديثة ؟ و ماهي الطرق و الأدوات لتبني هذه الأخيرة ؟
يعتبر
الحاسوب العنصر الأساسي في نظم المعلومات ، كما له الفضل الكبير في إنتشار
الأتمتة داخل الإدارات و المؤسسات و زاد الإقبال عليه بظهور ثورة
المعلومات و عليه نستخلص القصد من الإدارة الحديثة هي الإدارة الإلكترونية و
المفهوم الشائع للإدارة الإلكترونية هو الإستغناء عن جميع المعاملات
الورقية أي إزالة الطابع المادي ، و دمج المكتب الإلكمتروني عن طريق
الإستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات و إجراءجميع المعاملات و المهام
الإداري بالشكل الآلي إبتداءا بالمرسلات و إنتهاءا بتكامل نظم المعلومات
بالإضافة للسرعة و الدقة في إجراء المهام لتكون كل إدارة جاهزة للربط مع
الحكومة الإلكترونية لاحقا . و نحن الآن بحاجة ماسة لمثل هذه الإدارة و
خاصة أن مجتمعنا اليوم يعتمد على المعلومات كمورد إقتصادي و في نموه على
الحاسبات و شبكات الإتصال .
و
للوصول لمثل هذه الإدارة أو تطبيقها على أرض الواقع في مؤسسة كالأرشيف لبد
من تبني نظام آلي مخول له إدارة الوثائق و تسييرها إلكترونيا أو ماتسمى
بــ:- DMS – و من بين هذه الأنظمة نجد : ALEXANDRIE ، DIPMAIKER ، DOCUMENTUM ، CYBERDOC ،LASERFICH
و هذا الأخير الذي يستعمله الأرشيف الوطني الجزائري و لبد من مستعمل هذه
الأنظمة إحترام المعايير الدولية و العالمية في هذا المجال منها معيار ISO15489 الذي يشترد على الوثيقة الأرشيفية أن تحمل الوقائع الحقيقية و المصداقية ، بالإضافة إلى معيار ISO9001 و ISO9002 و ISO1400 ... و الأخذ بعين الإعتبار القوانين الخاصة بتسيير الأرشيف في كل بلد مثل القانون الجزائري رقم 88- 09 المؤرخ في 7 جمادة الثانية 1408 الموافق لـ : 26 جانفي 1988 و الصادر في الجريدة الرسمية الجزائرية و المتضمن قانون العقوبات رقم 66 – 156 المؤرخ في 18 صفر 1386 الموافق لـ : 8 جوان 1966 .
و
الذي أدى إلى التحول من الأرشيف الورقي إلى الأرشيف الإلكتروني هو : أن
الأرشيف الورقي يحتاج الوقت الكبير للبحث عن الوثائق كما أنه غير قابل
للتوزيع ومكلف في عملية التخزين مع قابليته للتلف و هذا التحول يحتاج إلى
توفير بيئة و بنية تحتية مناسبة مع الوعي المعلوماتي للمظفين .
و من خطوات التحول أو إ نشاء الأرشيف الإلكتروني يجب:
- إستقبال البيانات و المستندات المراد أرشفتها .
- ترميز الوثائق المراد أرشفتها .
- إدخال
هذه الوثائق كما قد تمثل وثيقة مفردة أو ملف أو رصيد في ذاكرة الحاسوب و
هذا بإستعمال الماسح الضوئي مع تقنية الرقمنة في التعرف الضوئي على الحروف "
OCR " بالإعتماد على برامج مثل : ACROBAأو SAKHRأو OMINIPAIGE بالإضافة إلى برنامج Photoshop أو Paint
و المعتمد عليهم في عملية تحويل الصور إذا كانت الوثيقة الأرشيفية صورة أو
خريطة . و هذه المرحلة نجد كذلك تقنية الكبس بإستعمال برنامج Winrar أو Winzip وهذه مهمة في عملية تبادل أو نقل أو إرسال الملفات بالشكل الآلي و الأفضل في الأرشيف إختيار الكبس بتركيبة Tiff أو Gif لكي لا تفقد الوثيقة أو الملف المعطيات في عملية التعديل، و مع كل هذا هناك بعض النقاط يجب مرعاتها عندج تصميم الملفات الأرشيفية :
- يجب على المعلومات المسجلة في الملف أن تكون متضحة لدى المؤسسة حت يمكنها تحديد التراكيب المناسبة و الخاصة مثل : Doc ، Exl ، Xml ، Tiff ، Flv ...
- يجب المقارنة بين التراكيب المختلفة للملفات مثلا إذا وجدت ملفات ذات تركيبة Gif نضعها في مجلد واحد لتسهيل التعامل معها و الرجوع إليها بسرعة .
و
مع أن الأرشفة النهائية من خصائصهاالمعالجة ، التصنيف ،و الترتيب مع إعداد
أدوات البحث . فالإدرة الإلكترونبة للأرشيف أخذت بعين الإعتبار هذه
الخاصية و ذلك بالإعتماد على التقانين و التراكيب مثل : Unimarc – Marc21 – Metadata - IsaDG ومن نتائج هذه الأخيرة توفير زاجهة بحث و إسترجاع مقننة مع التكشيف و التصنيف و الإستخلاص
أما
بالنسبة لسياسة الحفظ الخاصة بهذا الطور يجب إستعمال كل الدعامات
الإلكترونية الممكنة بتعدادها لضمان الحصول على حفظ و تخزين آمن و متطور ، و
من بين هذه الدعامات نجد:
CD-R /DVD-R /Server مع التحويل اليومي /Bak-up و عذا خارج الجهاز/Migration مرة كل 5 سنوات / مع القيام الدوري بتجديد Refreshing
. بالإضافة إلى إمكانية إستعمال العلبة الإلكترونية الخاصة بالمؤسسة أو
الأرشيفي مع مميزاتها الغير محدودة في الحفظ بشرط التأمين و المراجعة
اليومية .
و
من أهداف و فوائد الإدارة الإلكترونية للأرشيف التقليل من إستخدام الورق و
توابعه من الطابعات و الحبر و باقي الوثائق المرفقة بالإ رسال ، كما أن
التقليل إستخدام الورق سوف يعالج مشكلة يعاني منها الأرشيف و هي عملية
الحفظ ، مما يؤدي إلى عدم الحاجة إلى أماكن الخزن و الإستغناء عن تكاليفه
مع :
- تأمين الوثائق و خاصة الحساسة منها .
- تثمين الأرصدة .
- سهولة الإتصال بين الدوائر داخل المؤسسة و سرعة نقل الوثائق بينها .
- مراقبة الوثائق و التقليل من الأخطاء .
- سهولة الوصول للوثائق أيا كان المستخدم .
- الرفع في أداء الإدرة و التسيير و الأرشيفي .
و رغم كل هذه المميزات التي يتميز بها الأرشيف الإلكتروني إلا أن له بعض السلبيات التي تؤثر بشكل مباشر عليه منها :
- التطور السريع لبرامج الأرشفة .
- تعرض الأجهزة مثل الحاسوب إلى أعطاب سوف يؤثر بشكل مباشر على العمل في المكتب و بصفة كلية .
- إمكانية تعرض المواد الأرشيفية للسرقة خاصة و نحن الآن في عصر القرصنة الإلكترونية .
و
لعلاج مثل هذه السلبيات يجب تكوين فريق عمل يشمل كل العاملين و المعنيين
بإدارة الأرشيف لوضع القوائم الشاملة للأرشيف الإلكتروني مع تكوين
الأرشفيين و خاصة في مجال الأمن الرقمي .
و في الأخير فإن نجاح أي إدارة في القرن 21 – خصوصا و أن نظرة العالم اليوم بين شبكات الإتصال و تكنولوجية المعلومات تتنامى – مقتصرة على شهادة " ISO
" و التي لا تستطيع أي إدارة الحصول عليها مهما كانت مصداقيتها إلا بإتباع
القواعد العامة لهذه الأخيرة و إدارة الجودة الشاملة و نجاحها داخل هذه
الإدارة .
kouider tifour
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire