samedi 28 juillet 2012

لسانيات التوثيق


لســــانيات التـــوثيـــق
            اللغة هي نظام من العلامات المتواضع عليها اعتباطا و التي تتسم بقبولها للتجزئة و يتخذها الفرد عادة كوسيلة للتعبير عن أغراضه و لتحقيق الاتصال بالآخرين و كما ذكر "الدكتور عبد الجليل مرتض" : إن اللغة مجموعة من العلامات الاعتباطية – الإشارة أو العلامة – و ما الذي يرجع إلى اللغة مما يرجع منها إلى الكلام أما الإشكال يعود إلى طبيعة النشاط اللغوي الذي لم يعرف حتى الآن جيدا حيث لا نستطيع إلا أن نحاول و صف  وظيفة اللغات الطبيعة مما يتفق عليه الجميع أن اللغة الطبيعية لها صفات منها التجزئية و التي كونها علامات كما عرفها " دوسوسور" بأنها المجموع الناجم عن ارتباط الدال بالمدلول و يقصد بذلك كما جاء في كتاب المباحث اللغوية في ضوء الفكر اللساني الحديث أن العلامة ليست لفظا مجردا عن معنى بل هو لفظ يفهم منه معنى عند إطلاقه و الإطلاق هنا يقصد به وسيلة الاتصال و منه لايمكن الفصل بين الدال و المدلول [ الدال الوسيلة و المدلول المعنى الذي و صلنا إليه ].
             و عندما نأتي للتفصيل في أساسيات الحدث اللساني و الذي يعتبر الاستعمال المقنن من نظام لغوي أوسع منه بكثير فيكون ضمن ممارسة جزئية و ضمن إطار مسخر و سابح في نهر أوسع منه هو نهر اللغة العام . و أساسيات هذا الحدث متمثلة في : التأليف و الذي منه نستنتج أن الحدث اللساني ليس مجرد أصوات و كلمات مصفوفة و متتالية لا يجمع بينها نظام لأن تأليفه يحتاج إلى المحاورة بقدر احتياجه إلى نسق التركيب و بنية التنظيم ، و منه عند رجوعنا إلى لسانيات التوثيق نستخلص أن اللغة المستعملة غير خارجة عن النسق العام للغة الطبيعية ، بل هي مستوحاة منها إلا أننا في تخصص علم المكتبات و التوثيق نستعمل أدوات و عمليات لتحولها إلى اللغة لغة مقننة قابلة للقياس كما يقول عنها " يلمسليف Jelmslev " : اللغة تتضمن مستويين ، مستوى التعبير و مستوى المحتوى . و عند تحويل هذين المستويين في تخصصنا من اللغة الطبيعية إلى اللغة المقننة يصير المستوى الأول بمثابة الفهرسة الوصفية و المستوى الثاني بمثابة التكشيف و الإستخلاص ، أما أساس الثاني من أساسيات اللغة نجد المكون الصوتي و الذي يعتبر المادة الأساسية و الطبيعية للحدث اللساني بإعتبارنا نعبر بالصوت المنطوق عن الفكر المقصود   الذي يعكسه أو يمثله في اللغة المقننة بإعتبار الكلام يستطيع أن يكون رموز أو حروف أو حتى إشارات متفق عليها كما سبق ذكرها هي أدوات البحث التي يعدها ألتوثيقي أو المكتبي و التي هي بدورها عبارة عن إشارات و أشكال متفق عليها بين الباحث و المكتبي و يكون التبادل اللغوي في استجواب الفهارس و الببليوغرافيات .
عندما نأتي لتفهم الاكتساب و الاتفاق اللغوي بين الباحث و المكتبي في اللغة المقننة أو ما أسميه بالاتصال غير اللغوي يرجع أن الاكتساب هو اكتساب لا واع لأننا كما يقول "د.عبد الجليل مرتاض" في هذه الحالة التي تتأمل فيها لغتنا ناضجة أو على الأقل قادرة على التبليغ وفق قنوات مضبوطة فإننا ننطلق سلفا من منظومة متتالية لا يبقى إلا الإتباع و التقليد . لكن لاكتساب اللغة طرق ، و في مجالنا فإن لاكتساب اللغوي مقتصر على الرؤية – شاشة الحاسوب عند استجواب الفهرس الآلي أو البطاقات الفهرسية في الفهرس البطاقي – أما الأساس الثالث من أساسيات الحدث اللساني هو المكون التركيبي و الذي بينه علماء اللغة على أنه جوهر الحدث اللساني ، و جوهر الحدث إنما هو في تراكيبه و في منظومته التركيبية . فمن أهم خصوصيات اللغة شكلها المقنن الذي يقوم على المكون التركيبي و منه يتبين لنا في اللغة التوثيقية أن لها تركيب مقنن و المستعمل في الفهرسة الوصفية و التكشيف اعتمادا على الـ:ISBD ،Unimarc  ، NFZ44062 ، NFZ44004 ، NFZ44070 ، ISO ... و المواصفة القياسية العربية . و المكون التركيبي يظهر في اللغة المقننة من خلال الكلمات الدالة المتواجدة في الفهرس أو قاعدة البيانات مثلا : بين الرأس الموضوع وتفريعه في اللغة العربية نستعمل ( _ ) أما في اللغة الفرنسية فنستعمل ( : ) و هنا يظهر مايسمى بالشكل التركيبي .
           أما ألأساس الرابع و الأهم في اللغة الطبيعية و المقننة معا و الذي تقوم عليه اللغة و مكوناتها الأساسية من أجل الوصول إليه وهذا الأساس يعتبر من المراحل المهمة في اكتساب اللغة ألا و هو المكون الدلالي . فالمتكلم في اللغة الطبيعية يحاول أن ينشئ الحدث اللساني بالاعتماد على عناصر لغوية ذات دلالات معينة فيحاول الضم بينهما وفق ماتمليه العلاقات النحوية فتكون فائدة الكلام حاصلة بالخبرة المستمدة من نوعية الترابطات حيث يقول "الجرجاني" من خلال مختبره العلمي المبنى أساسا على الاستنباط الإخباري : أعلم أن مثل واضع الكلام مثله مثل من يأخذ قطعا من الذهب و الفضة فيذيب بعضها في بعض حتى تصير قطعة واحدة و هذا هو بالضبط ما يحدث في المعالجة الوثائقية ، فعندما يقوم المكتبي أو ألتوثيقي بأخذ العناصر الأساسية من الوثيقة كالعنوان ، فهرس الوثيقة ، الملخص ... و دمج هذه الأخيرة و تحليلها و دمج النتائج مع بعضها البعض بالاعتماد على أدوات مثل القوائم و المكانز و الموصفات فيحصل على قطعة جديدة و هي البطاقة الفهرسية التحليلية. و ذكر" بالمر Palmer " أن مشكلة علم الدلالة لم تعد البحث على ما يسمى بالمعنى بل هي بالأحرى محاولة فهم الكيفية التي يمكن بها للكلمات و الجمل أن تعني شيئا ، أو على الأقل كيف تكون ذات معنى ، و هذا هو الإشكال الواقع أو الساقط بدوره في اللغات التوثيقية و هو ما تحاول الوصول إليه لإيجاد و توفير كلمات ذات دلالة عند البحث . و الكلمات و المفردات التي يجب أن تستعمل أن توحي هي الآخرة إلى نص الوثيقة الملموس و الإدلال على محتواها أي إسقاط نموذج الخطاب الأدائي الذي كان على يد " J.L.Alistin " أي الانتقال من الكلمات المعبرة إلى العالم أي من الكلمات الدالة إلى الوعاء حامل المدلول مثلا : وثيقة تتكلم على تاريخ الجزائر فنجد عند البحث ( الجزائر – تاريخ –1830 -1900 ) . هنا توفر مكون التأليف و مكون التركيب ، و المكون الصوتي هو الذي أوصلنا إلى هذه النتيجة . أما الدلالة فتظهر عند فاهم اللغة المقننة هي دراسة الجزائر من وجهة تاريخية في فترة مابين 1830 و .1900وعليه لعل ان المدرسة التوزيعية التي ترى إمكانية الوصف النحوي دون اللجوء إلى المعنى و هو ما يمثله في اللغات التوثيقية – الفهرسة الوصفية – هنا ما جعل " شومسكي " يميز أحيانا بين الوصف اللغوي و الوصف البنيوي ، حيث يتعامل الأول أي الوصف اللغوي مع البني السطحية كتعامل الفهرسة الوصفية مع شكل الوثيقة ، الغلاف ، الحجم ... أما الثاني و هو الوصف البنيوي فهو يصف التحولات التي توصل إلى البنية السطحية كما تعمل الفهرسة التحليلية من كلمات دالة و إستخلاص فمن خلالها نصل إلى الوثيقة .
            أما بالنسبة لإشكالية الإستخلاص الجيد عند أخصائيين لغات التوثيق فيمكن اختصاره من قول " شوميسكي" في تفسير لـ :Structure Syntaxique حيث يقول أن الجمل النحوية هي الجمل التي لها معنى دلالي كما يسميها هو بـ : Signification .
           و في الأخير أن الهدف من هذه الدراسة هو، توضيح استعمال اللغة المقننة في معالجة الوثائق من الفهرسة الوصفية و التكشيف و الإستخلاص غير بعيدة عن أصل و مجال اللغة الطبيعية البشرية .

Kouider Tifour
Kouider_tifou@yahoo.fr
         

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire