samedi 1 décembre 2012

نظـــرة علـى مكتبـــات القـــرن الــ 21 في الجزائــــر


نظـــرة علـى مكتبـــات القـــرن الــ 21 في الجزائــــر
                إن حركة التطور البشري العالمية اليوم بكل أبعادها و محاورها من إقتصاد و إجتماع و ثقافة و علم متبلورة في إيطار تكنولوجيا المعلومات و إرتباطها بتطور الإتصالات و علوم الإدارة الحديثة حيث جعلها تدور في ديناميكية و تغير متسارعين ، مما طرح تحديات كبيرة بكل المجتمعات للإنتقال بقوة و نجاح إلى معطيات القرن الــ 21 و لا نبالغ إذا ما قلنا إن مختلف الشعوب اليوم تعيش حالة تحضير شامل على كل الأصعدة لتحديث البنى و الافكار و التوجهات و بناء الكوادر البشرية و تنظيم المؤسسات من جديد لتجعلها مرقمنة بناءا على التطور المذهل في تكنولوجيا  و نظم المعلومات و ما تبعها من تطور في وسائل الإتصال و الإعلام العالمي ، و عصرنا اليم يتصف بأنه عصر تقني متسارع التطور و التغيير ، يشهد ثورة تطورات مذهلة في تكنولوجيا المعلومات و الإتصالات و هو بنفس الوقت عصر له خصوصية و إنه عصر قادم بكل إستحقاقاته و قد فرض وجوده و تقنياته ، و هذا العصر الذي إعترف بأن المعلومة  ثورة بحيث  فرضت نفسها هي الأخرة من خلال الأهمية المتمثلة في الفيض الهائل في البيانات و المعلومات و كذا تنوع و تشابك مناحي الحياة  حتى أصبح المجتمع اليوم هو مجتمع المعلومات و هذا راجع إلى التكتلات المعلوماتية .
              و هنا تكتمل المعادلة من خلال المعطيين المتمثلين في التطور التكنولوجي الذي أصبح حكرا على الحياة الإنسانية في مختلف محاورها و المعلومة التي هي حق شرعي و ديمقراطي و هذا ما طرح إشكالية تكنولوجيا المعلومات و التي هي الحصول على المعلومات النصية و الصوتية و المصورة و الرقمية و تجهيزها أي معالجتها و تخزينها بإستخدام مجموعة ميكروإليكترونية و الحاسبة و الإتصالية أي إستعمال التكنولوجيا الحديثة في الحصول و الحفاظ على المعلومات . و هذه التكنولوجيا متمثلة في أربع عوامل خصوصية :
v    التجهيزات        Hard Ward
v   البرمجيات        Softe Ward
v   آلية و شبكات الإتصال      Les Réseaux et ( WWW )
v   أخصائيين في علم المكتبات و المعلومات و الإعلام الآلي .
و هذه العوامل أصبحت تمس جميع الموسسات الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و من بينها المكتبات على كونها الذاكرة الخارجية للإنسان حصرا و تجميعا تحليلا و إتاحتا و بثا ، بحيث توجد ثلاثة أنواع رئيسية من تكنولوجيا المعلومات التي تستخدم في معالجة و إيصال المعلومات و هذه ثلاثة أنواع تتمثل في :
·       التكنولوجيا الدنيا .
·       التكنولوجيا الوسطى .
·       التكنولوجيا العليا .
و هذه التكنولوجيا بأنواعها الثلاثة سوف تخدم المكتبات بطريقة أو بأخرى حيث ، من خلال هذه الأصناف الثلاث إنتقلت المكتبات من مكتبات تقليدية إلى مكتبات محوسبة إلى إليكترونية حتى صارت رقمية ( بدون جدران ) ، و السؤال المطروح كيف أو كيفية إستخدام هذه الأصناف الثلاثة من تكنولوجيا المعلومات في المكتبات و هذا يتم من خلال مايلي :
       -  التكنولوجيا الدنيا : و التي تمثلت في التلفون و الفاكس و التيلكس ، إذا إن إستحدام الهاتف يكون في نقل و تحويل الفوري للمعلومات ، حجز الوثائق و أماكن المطالعة ، أما التلكس و الفاكس فيستعمل أو يساعد في عملية التبادل بين المكتبات و ذلك بإرسال الفهارس و المقالات النصية كما يساعد كذلك في عملية التزويد و ذلك بإستقبال الفهارس من الموزعين و دور النشر كما يستعمل كذلك في إرسال الطلبيات .
       التكنولوجيا الوسطى : و المتمثلة في إدخال الحاسوب إلى المكتبة و ما يسمى بحوسبة المكتبات و هذه التكنولوجيا ساعدة في إدخال البرامج التوثيقية للمكتبات التي تساعد في العمليات الفنية للممكتبات من الإقتناء إلى الإعارة ( السلسلة التوثيقية ) من هذه البرمجيات و النظم Koha , Horizon , Syngeb بالإضافة إلى التطبقات العامة ، و هذه التكنولوجيا بالإضافة إلى الإيجابيات التي أتت بها كذلك وفرت للمكتبات أوعية تحزين جديدة مما طرحت بدورها أوعية معلومات جديدة و المتمثلة في : CD Rom , DVD , CD RW , Flashe USB ، و بفظل هذه الأوعية وجدت مكتبات جديدة و التي تسمى بالمكتبات الإكترونية .
       التكنولوجيا العليا : هذه التكنولوجيا طرحت تسمية جديدة للمكتبات بسبب الخدمات التي توفرها و عليه سميت المكتبات بالمكتبات الرقمية ، و ليكن في علمنا أن الحاجة إلى تطور الخدمات و تقديمها بشكل أسرع و أفضل مع وجود تقنية مناسبة و بتكاليف مناسبة .
        إن إنتشار الأنترنت و توفر الأوعية الإلكترونية و الرقمية أصبح إلزاما التحول من المكتبة التقليدية إلى المكتبة الرقمية مع الخدمات التي توفرها الأنترنت من :
خدمة البريد الإلكتروني E-mail : و هو أشهر خدمة على الأنترنت حيث يساعد في التزويد و ذلك بالتواصل مع دور النشر و الموزعين و بالأسواق المعروضة ، و كذلك يمكن إستخدامه في الإعارة ما بين المكتبات و الإعارة لرواد المكتبة حيث يستعمله المستفدين لحجز الوثائق .
 خدمة محركات البحث : يمكن عبر الأنترنت و بواسطة محركات البحث الوصول للمعلومات بمختلف أشكالها و أنواعها ، نصية كانت أو صوتية و حتى متعددت الوسائط مثل القواميس و الموسوعات و كذلك الوصول إلى فهارس الناشرين و من أشهر هذه المحركات نجد : Googl, yahoo , Altavista , MozilaFirfox , googleCroom . ، بالإضافة المحرك العلمي SCIRUS .
خدة غرفة المحادثة ChatRom : IRC هي خدمة موجودة على الأنترنت يمكن من خلالها أن تساعد المكتبات في الإعارة و ذلك بحجز الوثائق للمستفدين و كذا الإحاطة الفورية أو الإعلان عن الجديد من الإقتناءات بالإضافة إلى إستعمالها في عملية التزويد و ذلك من خلال الإتصال بالموزعين و دور النشر و خاصة إذا كانوا خارج الرقعة الجغرافية .
خدمة بروتوكول نقل الملفات FTP  : وهذه الخدمة تساعد المكتبة في حين إشتراكها في الدوريات الإلكترونية أو القواميس و الموسوعات الرقمية و متعددة الوسائط مثل سلسلة La Rosse و كذا تنزيل البطاقات الفهرسية تقنين UNIMARC أو MARC 21 من : LCCOM ، BNF.fr ، BL.uk .
خدمة القوائم البريدية : و هي في العادة قوائم تتكون من عناوين بريدية و بواسطة عنوان بريدي واحد يقوم بتحويل جميع الرسائل الواردة إليه إلى كل عنوان في هذه القائمة ، و هذه الخدمة تساعد المكتبات في بشكل جيد إذا كانت مرتبطة فيما بينها بواسطة شبكة مثل شبكة ٌRIBU أو شبكة ٌRIBR المستقبلية ، مما يساعد على تبادل المعلومات و الأخبار و الإطلاع على ما هو جديد في أسرع وقت ، و خاصة جديد فهارس الناشرين و الموردين .
      و مع التطور السريع الذي يمس الشبكة العنكابوتية ظهر ما يسمى بالويب 2 و هو مصادر جديدة للمعلومات و تقنيات جديدة لتوفير أحسن الخدمات للمستفدين و الرواد ، و من بين هذه المصادر أو التقنيات التي جاء بها الويب 2 نجد  :
·       المدونــات Le Blogger : و التي تعني سجل الشبكة و هي عبارة عن صفحة ويب تظهر عليها تدوينات ، و هذه التقنية تساعد في سجلات العلمية الخاصة بالمكتبة . و نظام SyngebR. يوفر هذه الخدمة بسهولة حيث يمكن نقل الفهرس الإلكتروني مكن القاعدة إلى صفحة الـــBlogger و كذلك خدمة :
·       نقل الملفات بإستخدام الــــTelnet و هي تقنية توفرها الانترنت تحت اسم الإتصال الشبكي البعيد ، و هو بروتوكول يسمح للمستخدم بربط جهازه على كمبيوتر مضاف جاعلا جهازه كأنه جزء من ذلك الكمبيوتر البعيد .
و هذه التقنية تساعد في سرعة و دقة العمليات الفنية داخل المكتبة من الفهرسة و التكشيف و التصنيف و الإعارة و نظام SyngebR يسمح بإستخدام هذه التقنية و الذي تشهر عنده هذه التقنية هو مسؤول المكتبة أو مسؤول مركز المعلومات و ذلك لمراقبة السلسلة التوثيقية ، إن كانت محوسبة طبعا .
·       حدمة الـــfacebook  : و هي تقنية يمكن من خلالها فتح حساب و صفحة ويب مجانية خاصة بالمكتبة  على الانترنت من خلالها يمكن إدراج الفهرس للإحاطة الجدارية و الإعارة و الإشهار بالنشاطات التي تقوم بها المكتبة مثل :
·       خدمة الـــYouTub : و هو مصدر معلومات متعددة الوسائط
·       خدمة التجارة الإلكترونية : إنها تقنية تساعد في عملية التزويد من خلال الإشتراك البنكي مثل : Visa  ، Mastercard يمكن إستعمالها للإشتراك في المكتبات الإفتراضية مثل : Elect و قواعد البيانات مثل Worldcart
و هذه التقنية حاليا مستعملة من طرف المكتبات في الدول المتقدمة لإقتناء المصادر الإلكترونية مثل القواميس و المشاركة في الدوريات الإلكترونية بالإضافة إلى إقتناء الببليوغرافيات الإلكترونية و الرقمية و خاصة المتخصصة منها مثل ببليوغرافية Current Conten و من أشهر مواقع التزويد :
و من اشهر الأنظمة التي تساعد في تسيير عملية التزويد على الأنترنت نجد : ACQUEB
و بتوفير الأنترنت يمكن :
-       لأي مكتبة الإطلاع على فهارس المكتبات عبر الـــOCLC بالإضافة إلى سرعة الفهرسة و البحث مع الــــ OPAC ، RLIN ، و القواعد المعلومات العالمية Dialog 
-       تسهيل و تنظيم عملية التصنيف و ذلك من خلال وجود سجلات ببليوغرافية و قوائم الإسناد الخاصة بالوعاء من فهارس المكتبات المختلفة المتاحة على الأنترنت .
-       عماية التكشيف و ذلك بإستخدام المكانز و قوائم رؤوس الموضوعات الموحدة على الخط المباشر مثل : Rameaux Sudoc و قائمة رؤوس الموضوعات العربية الموحدة بجميع طباعاتها .
-       الإحاطة المرجعية .  

samedi 28 juillet 2012

لسانيات التوثيق


لســــانيات التـــوثيـــق
            اللغة هي نظام من العلامات المتواضع عليها اعتباطا و التي تتسم بقبولها للتجزئة و يتخذها الفرد عادة كوسيلة للتعبير عن أغراضه و لتحقيق الاتصال بالآخرين و كما ذكر "الدكتور عبد الجليل مرتض" : إن اللغة مجموعة من العلامات الاعتباطية – الإشارة أو العلامة – و ما الذي يرجع إلى اللغة مما يرجع منها إلى الكلام أما الإشكال يعود إلى طبيعة النشاط اللغوي الذي لم يعرف حتى الآن جيدا حيث لا نستطيع إلا أن نحاول و صف  وظيفة اللغات الطبيعة مما يتفق عليه الجميع أن اللغة الطبيعية لها صفات منها التجزئية و التي كونها علامات كما عرفها " دوسوسور" بأنها المجموع الناجم عن ارتباط الدال بالمدلول و يقصد بذلك كما جاء في كتاب المباحث اللغوية في ضوء الفكر اللساني الحديث أن العلامة ليست لفظا مجردا عن معنى بل هو لفظ يفهم منه معنى عند إطلاقه و الإطلاق هنا يقصد به وسيلة الاتصال و منه لايمكن الفصل بين الدال و المدلول [ الدال الوسيلة و المدلول المعنى الذي و صلنا إليه ].
             و عندما نأتي للتفصيل في أساسيات الحدث اللساني و الذي يعتبر الاستعمال المقنن من نظام لغوي أوسع منه بكثير فيكون ضمن ممارسة جزئية و ضمن إطار مسخر و سابح في نهر أوسع منه هو نهر اللغة العام . و أساسيات هذا الحدث متمثلة في : التأليف و الذي منه نستنتج أن الحدث اللساني ليس مجرد أصوات و كلمات مصفوفة و متتالية لا يجمع بينها نظام لأن تأليفه يحتاج إلى المحاورة بقدر احتياجه إلى نسق التركيب و بنية التنظيم ، و منه عند رجوعنا إلى لسانيات التوثيق نستخلص أن اللغة المستعملة غير خارجة عن النسق العام للغة الطبيعية ، بل هي مستوحاة منها إلا أننا في تخصص علم المكتبات و التوثيق نستعمل أدوات و عمليات لتحولها إلى اللغة لغة مقننة قابلة للقياس كما يقول عنها " يلمسليف Jelmslev " : اللغة تتضمن مستويين ، مستوى التعبير و مستوى المحتوى . و عند تحويل هذين المستويين في تخصصنا من اللغة الطبيعية إلى اللغة المقننة يصير المستوى الأول بمثابة الفهرسة الوصفية و المستوى الثاني بمثابة التكشيف و الإستخلاص ، أما أساس الثاني من أساسيات اللغة نجد المكون الصوتي و الذي يعتبر المادة الأساسية و الطبيعية للحدث اللساني بإعتبارنا نعبر بالصوت المنطوق عن الفكر المقصود   الذي يعكسه أو يمثله في اللغة المقننة بإعتبار الكلام يستطيع أن يكون رموز أو حروف أو حتى إشارات متفق عليها كما سبق ذكرها هي أدوات البحث التي يعدها ألتوثيقي أو المكتبي و التي هي بدورها عبارة عن إشارات و أشكال متفق عليها بين الباحث و المكتبي و يكون التبادل اللغوي في استجواب الفهارس و الببليوغرافيات .
عندما نأتي لتفهم الاكتساب و الاتفاق اللغوي بين الباحث و المكتبي في اللغة المقننة أو ما أسميه بالاتصال غير اللغوي يرجع أن الاكتساب هو اكتساب لا واع لأننا كما يقول "د.عبد الجليل مرتاض" في هذه الحالة التي تتأمل فيها لغتنا ناضجة أو على الأقل قادرة على التبليغ وفق قنوات مضبوطة فإننا ننطلق سلفا من منظومة متتالية لا يبقى إلا الإتباع و التقليد . لكن لاكتساب اللغة طرق ، و في مجالنا فإن لاكتساب اللغوي مقتصر على الرؤية – شاشة الحاسوب عند استجواب الفهرس الآلي أو البطاقات الفهرسية في الفهرس البطاقي – أما الأساس الثالث من أساسيات الحدث اللساني هو المكون التركيبي و الذي بينه علماء اللغة على أنه جوهر الحدث اللساني ، و جوهر الحدث إنما هو في تراكيبه و في منظومته التركيبية . فمن أهم خصوصيات اللغة شكلها المقنن الذي يقوم على المكون التركيبي و منه يتبين لنا في اللغة التوثيقية أن لها تركيب مقنن و المستعمل في الفهرسة الوصفية و التكشيف اعتمادا على الـ:ISBD ،Unimarc  ، NFZ44062 ، NFZ44004 ، NFZ44070 ، ISO ... و المواصفة القياسية العربية . و المكون التركيبي يظهر في اللغة المقننة من خلال الكلمات الدالة المتواجدة في الفهرس أو قاعدة البيانات مثلا : بين الرأس الموضوع وتفريعه في اللغة العربية نستعمل ( _ ) أما في اللغة الفرنسية فنستعمل ( : ) و هنا يظهر مايسمى بالشكل التركيبي .
           أما ألأساس الرابع و الأهم في اللغة الطبيعية و المقننة معا و الذي تقوم عليه اللغة و مكوناتها الأساسية من أجل الوصول إليه وهذا الأساس يعتبر من المراحل المهمة في اكتساب اللغة ألا و هو المكون الدلالي . فالمتكلم في اللغة الطبيعية يحاول أن ينشئ الحدث اللساني بالاعتماد على عناصر لغوية ذات دلالات معينة فيحاول الضم بينهما وفق ماتمليه العلاقات النحوية فتكون فائدة الكلام حاصلة بالخبرة المستمدة من نوعية الترابطات حيث يقول "الجرجاني" من خلال مختبره العلمي المبنى أساسا على الاستنباط الإخباري : أعلم أن مثل واضع الكلام مثله مثل من يأخذ قطعا من الذهب و الفضة فيذيب بعضها في بعض حتى تصير قطعة واحدة و هذا هو بالضبط ما يحدث في المعالجة الوثائقية ، فعندما يقوم المكتبي أو ألتوثيقي بأخذ العناصر الأساسية من الوثيقة كالعنوان ، فهرس الوثيقة ، الملخص ... و دمج هذه الأخيرة و تحليلها و دمج النتائج مع بعضها البعض بالاعتماد على أدوات مثل القوائم و المكانز و الموصفات فيحصل على قطعة جديدة و هي البطاقة الفهرسية التحليلية. و ذكر" بالمر Palmer " أن مشكلة علم الدلالة لم تعد البحث على ما يسمى بالمعنى بل هي بالأحرى محاولة فهم الكيفية التي يمكن بها للكلمات و الجمل أن تعني شيئا ، أو على الأقل كيف تكون ذات معنى ، و هذا هو الإشكال الواقع أو الساقط بدوره في اللغات التوثيقية و هو ما تحاول الوصول إليه لإيجاد و توفير كلمات ذات دلالة عند البحث . و الكلمات و المفردات التي يجب أن تستعمل أن توحي هي الآخرة إلى نص الوثيقة الملموس و الإدلال على محتواها أي إسقاط نموذج الخطاب الأدائي الذي كان على يد " J.L.Alistin " أي الانتقال من الكلمات المعبرة إلى العالم أي من الكلمات الدالة إلى الوعاء حامل المدلول مثلا : وثيقة تتكلم على تاريخ الجزائر فنجد عند البحث ( الجزائر – تاريخ –1830 -1900 ) . هنا توفر مكون التأليف و مكون التركيب ، و المكون الصوتي هو الذي أوصلنا إلى هذه النتيجة . أما الدلالة فتظهر عند فاهم اللغة المقننة هي دراسة الجزائر من وجهة تاريخية في فترة مابين 1830 و .1900وعليه لعل ان المدرسة التوزيعية التي ترى إمكانية الوصف النحوي دون اللجوء إلى المعنى و هو ما يمثله في اللغات التوثيقية – الفهرسة الوصفية – هنا ما جعل " شومسكي " يميز أحيانا بين الوصف اللغوي و الوصف البنيوي ، حيث يتعامل الأول أي الوصف اللغوي مع البني السطحية كتعامل الفهرسة الوصفية مع شكل الوثيقة ، الغلاف ، الحجم ... أما الثاني و هو الوصف البنيوي فهو يصف التحولات التي توصل إلى البنية السطحية كما تعمل الفهرسة التحليلية من كلمات دالة و إستخلاص فمن خلالها نصل إلى الوثيقة .
            أما بالنسبة لإشكالية الإستخلاص الجيد عند أخصائيين لغات التوثيق فيمكن اختصاره من قول " شوميسكي" في تفسير لـ :Structure Syntaxique حيث يقول أن الجمل النحوية هي الجمل التي لها معنى دلالي كما يسميها هو بـ : Signification .
           و في الأخير أن الهدف من هذه الدراسة هو، توضيح استعمال اللغة المقننة في معالجة الوثائق من الفهرسة الوصفية و التكشيف و الإستخلاص غير بعيدة عن أصل و مجال اللغة الطبيعية البشرية .

Kouider Tifour
Kouider_tifou@yahoo.fr
         

jeudi 26 juillet 2012

المكتبـات العامـة و دورها في خدمـة مجتمـع المعلــومات في الجــزائـر


المكتبـات العامـة و دورها في خدمـة مجتمـع
المعلــومات في الجــزائـر
    المكتبات العامة هي مؤسسات ثقافية تعليمية معلوماتية ذات مبادئ و أطر اجتماعية و منهجية و خدمات مجانية ، و المفهوم الكلاسيكي الجاف للمكتبة العامة فقد زال بزوال المجتمع البدائي حيث تطورت وظيفة هذه المكتبات بتنامي الدور الاجتماعي الذي تلعبه . فبعد أن كانت في مراحلها الأولى عبارة عن أرشيف تحفظ فيه سجلات الدولة و الكتب و مظهرا من مظاهر البزخ الاجتماعي للنبلاء و الأثرياء ، أصبحت تستجيب لخدمة كل المجتمع و تقدم خدماتها على أسس علمية سليمة لجميع أصناف المجتمع بدون تمييز .                                                                              
     من خلال هذا نجد أن العنصر الأساسي في هذه المعادلة هو المجتمع الذي بنيته التركيبية نواتها المعلومات التي أصبحت بدورها حقا اجتماعيا في المجتمعات المتقدمة و عليه فإن مجتمع المعلومات هو مجتمع القرن الواحد و العشرين الذي من أجله تسعى الدول و المناطق في مختلف أنحاء العالم الدخول في زمرته و من بينها الجزائر من الخطوة التي اتخذتها وراء إنشاء الحكومة الإلكترونية أو الرقمية ، على المنطق أنه هو السبيل للرقي و التطور . و دليل ذلك هو انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات في دورتين : الأولى بجنيف ديسمبر 2003 و الثانية بتونس نوفمبر 2005 .                                                                                                 
      و يرى بعض الباحثين أن مصطلح مجتمع المعلومات قد جاء كنتيجة للصفة التي أطلقت على العصر الذي نعيشه و " عصر المعلومات " و جاء في دائرة المعارف الدولية لعلم المعلومات و المكتبات أن المصطلح يشير إلى المجتمع الذي أصبحت فيه المعلومات القوة المحركة الرئيسية اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا ، فالدولة في هذه الحالة مطالبة بمراجعة أفرادها كلا حسب اهتمامه من المعلومات حتى يصير المجتمع مجتمع معلوماتي و مجتمع المعلومات ليس بالمصطلح الجديد فقد أستخدم لأول مرة في الو.م.أ عام 1960 ثم تطور مفهومه بفضل جمعية المكتبات البريطانية و مجموعة عمال المكتبات العامة .                                                                      
      و لتحقيق هذا في بلادنا يجب الاهتمام أكثر بالبنية التحتية للمعلومات و التي تتمثل في :                                                                                                          
* شبكات الاتصال .
* صناعة تكنولوجية المعلومات .
* المكتبات و مراكز المعلومات و خاصة المكتبات العامة على أنها المصدر الثقافي و الفكري و التعليمي للمجتمع و حفظ التراث الإنساني .                                                                             
      و كما هو مألوف عندنا في الجزائر أن الإمداد بالمعلومات هو إمداد مؤسسي ، و لكن في الواقع ليس هناك سبب قاطع لذلك ، فإن المعلومة يمكن أن تسلم أو تتاح من خلال الأفراد . و هذا ما يساعدنا للدخول في زمرة مجتمع المعلومات على أساس أن المجتمع ألمعلوماتي هو ذلك المجتمع الذي يتحكم في استعمال الوسائل التكنولوجية الرقمية و الحواسيب في إنتاج و تسويق و أمن المعلومات و هذا ما سوف تحققه الجزائر إذا ما طبقت مشروع الحكومة الإلكترونية ، و لتكوين أفراد ذوي قابلية في إنتاج و أمن و التحكم في المعلومات لا يأتي إلا من خلال المكتبات بدورها منتجة و صانعة للمعلومات من خلال الأدوات التي تستعملها مثل : الإحاطة الجارية و قواعد البيانات و الفهرسة عن بعد . و كذا تأتي أهميتها حسب ما أعلن عليه في القمة العالمية لمجتمع المعلومات في دورته الأولى بجنيف عندما أشيرا إلى وجوب دعم المؤسسات العامة و في مقدمتها المكتبات العامة التي يمكن أن تؤدي دورا مهما في بناء مجتمع المعلومات و دعمه من خلال الخدمات التي تقدمها و التي نذكر منها :                                                                                                                  
* تعتبر مركز التعليم الذاتي .                                                                                                   
* تساعد على اكتساب المهارات الحديثة .
* لها دور كبير في أمن المعلومات و حماية الملكية الفكرية .
* لها دور في تشجيع الحوار بين الثقافات و تأكيد التنوع الثقافي .
* لها علاقة بين الخدمة الاجتماعية التي تكمن في وحدة الهدف و المتمثل في الرقي بالفرد و المجتمع .
* لها دور اتصالي بين أفراد المجتمع حيث تعتبر الوسيلة في الحلقة الاتصالية الجماهيرية .
* لها دور في تسويق المعلومات و المعرفة بصفة عامة .
* المكتبات تناهض الإرهاب الفكري من خلال إجراءات الاقتناء و سياسة التزويد .
      و أحسن مثال على هذا النوع من المؤسسات في الجزائر هي المكتبات المطالعة العمومية الولائية ، حيث تعتبر المحرك الفكري و الثقافي و حتى الاقتصادي التنموي السياحي لكل ولاية بفضل الخدمات التي تقدمها و الدور التعليمي و التربوي الذي تلعبه .                                                                           
        جاءت هذه المكتبات بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 07 – 275 المؤرخ في 6 رمضان من عام 1428هـ الموافق لـ 18 سبتمبر من سنة 2007م و الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد 58 المؤرخة في 7 رمضان من عام 1428هـ الموافق لـ 19 سبتمبر من سنة 2007م. و العينة التي أقدمها على سبيل الذكر هي مكتبة المطالعة العمومية لولاية تيبازة ، و التي تحققت فيها حوالي 90% من المبادئ التي أعلن عليها في القمة العلمية لمجتمع المعلومات في دورته الأولى .                                                                                                                   
        إن هذه المكتبة في فترة زمنية قصيرة من تاريخ إفتتاحها و المقدرة بـ: 6 أشهر قامت بإنجازات مرضية حيث احتوت على مايقارب 662 مستفيد على مختلف الأعمار و الأجناس ، و حسب شهادة بعض المستفيدين و رواده هذه المكتبة في مقابلة لهم أقروا على :                                                                                                
- المكتبة هي مؤسسة للمطالعة و الاكتشاف .
- بواسطتها استطاعوا التأقلم و التعود على محيط القراءة و المطالعة بفضل النادي الذي أنشأته المكتبة " نادي القراء " .                                                                                                         
- تساعد على التحصيل الدراسي بفضل المراجع و الحوليات .
- تساعد على الإبداع و اكتشاف الخبرات و هذا بفضل الأنشطة و الألعاب و المعارض الفكرية مثل : معرض تاريخ الورق .                                                                                                                          
- بواسطة فضاء الانترنت ساعد الأطفال و حتى الكبار بإتقان الحاسوب و استعمال الشبكة و الاتصالات عن بعد  مثل : E-mail و   Skaypو   Blogger.
      و عليه ندعو إلى الاهتمام بمثل هذه المؤسسات و في نفس الوقت نقوم بالدعاية لها و الإشهار بها لأنها الصانعة و المنجزة و المنتقية للقوة المحركة و المتمثلة في العقل البشري لأن الاستثمار الذي يعطي مستقبل اقتصادي ناجع و رفاهية اجتماعية و تطور تنموي لا يكون إلى بالفكر كما < قال أحد السياسيين اليابان أن سر تطور اليابان هو أن سياسته كانت الاستثمار في العقول من خلال المناهج التعليمية و المؤسسات التثقيفية العلمية > و في مقدمتها المكتبات العامة التي بخدماتها تساعد الأفراد و الجماعات في حل مشاكلهم و المشاركة في العملية الديمقراطية بالتثقيف و الوعي و كما يقول سيدنا الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه      << ربوا أبناءكم غير تربيتكم لأنهم خلقوا لزمن غير زمنكم >> .
    و من خلال هذا ما يسعنا إلى القول أن وجود مثل هذه المؤسسات في بلادنا و الوطن العربي بأسره أننا في احتكاك مع الرقي الفكري و التحضر الإنساني .     

      
Kouider tifour