jeudi 26 juillet 2012

المكتبـات العامـة و دورها في خدمـة مجتمـع المعلــومات في الجــزائـر


المكتبـات العامـة و دورها في خدمـة مجتمـع
المعلــومات في الجــزائـر
    المكتبات العامة هي مؤسسات ثقافية تعليمية معلوماتية ذات مبادئ و أطر اجتماعية و منهجية و خدمات مجانية ، و المفهوم الكلاسيكي الجاف للمكتبة العامة فقد زال بزوال المجتمع البدائي حيث تطورت وظيفة هذه المكتبات بتنامي الدور الاجتماعي الذي تلعبه . فبعد أن كانت في مراحلها الأولى عبارة عن أرشيف تحفظ فيه سجلات الدولة و الكتب و مظهرا من مظاهر البزخ الاجتماعي للنبلاء و الأثرياء ، أصبحت تستجيب لخدمة كل المجتمع و تقدم خدماتها على أسس علمية سليمة لجميع أصناف المجتمع بدون تمييز .                                                                              
     من خلال هذا نجد أن العنصر الأساسي في هذه المعادلة هو المجتمع الذي بنيته التركيبية نواتها المعلومات التي أصبحت بدورها حقا اجتماعيا في المجتمعات المتقدمة و عليه فإن مجتمع المعلومات هو مجتمع القرن الواحد و العشرين الذي من أجله تسعى الدول و المناطق في مختلف أنحاء العالم الدخول في زمرته و من بينها الجزائر من الخطوة التي اتخذتها وراء إنشاء الحكومة الإلكترونية أو الرقمية ، على المنطق أنه هو السبيل للرقي و التطور . و دليل ذلك هو انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات في دورتين : الأولى بجنيف ديسمبر 2003 و الثانية بتونس نوفمبر 2005 .                                                                                                 
      و يرى بعض الباحثين أن مصطلح مجتمع المعلومات قد جاء كنتيجة للصفة التي أطلقت على العصر الذي نعيشه و " عصر المعلومات " و جاء في دائرة المعارف الدولية لعلم المعلومات و المكتبات أن المصطلح يشير إلى المجتمع الذي أصبحت فيه المعلومات القوة المحركة الرئيسية اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا ، فالدولة في هذه الحالة مطالبة بمراجعة أفرادها كلا حسب اهتمامه من المعلومات حتى يصير المجتمع مجتمع معلوماتي و مجتمع المعلومات ليس بالمصطلح الجديد فقد أستخدم لأول مرة في الو.م.أ عام 1960 ثم تطور مفهومه بفضل جمعية المكتبات البريطانية و مجموعة عمال المكتبات العامة .                                                                      
      و لتحقيق هذا في بلادنا يجب الاهتمام أكثر بالبنية التحتية للمعلومات و التي تتمثل في :                                                                                                          
* شبكات الاتصال .
* صناعة تكنولوجية المعلومات .
* المكتبات و مراكز المعلومات و خاصة المكتبات العامة على أنها المصدر الثقافي و الفكري و التعليمي للمجتمع و حفظ التراث الإنساني .                                                                             
      و كما هو مألوف عندنا في الجزائر أن الإمداد بالمعلومات هو إمداد مؤسسي ، و لكن في الواقع ليس هناك سبب قاطع لذلك ، فإن المعلومة يمكن أن تسلم أو تتاح من خلال الأفراد . و هذا ما يساعدنا للدخول في زمرة مجتمع المعلومات على أساس أن المجتمع ألمعلوماتي هو ذلك المجتمع الذي يتحكم في استعمال الوسائل التكنولوجية الرقمية و الحواسيب في إنتاج و تسويق و أمن المعلومات و هذا ما سوف تحققه الجزائر إذا ما طبقت مشروع الحكومة الإلكترونية ، و لتكوين أفراد ذوي قابلية في إنتاج و أمن و التحكم في المعلومات لا يأتي إلا من خلال المكتبات بدورها منتجة و صانعة للمعلومات من خلال الأدوات التي تستعملها مثل : الإحاطة الجارية و قواعد البيانات و الفهرسة عن بعد . و كذا تأتي أهميتها حسب ما أعلن عليه في القمة العالمية لمجتمع المعلومات في دورته الأولى بجنيف عندما أشيرا إلى وجوب دعم المؤسسات العامة و في مقدمتها المكتبات العامة التي يمكن أن تؤدي دورا مهما في بناء مجتمع المعلومات و دعمه من خلال الخدمات التي تقدمها و التي نذكر منها :                                                                                                                  
* تعتبر مركز التعليم الذاتي .                                                                                                   
* تساعد على اكتساب المهارات الحديثة .
* لها دور كبير في أمن المعلومات و حماية الملكية الفكرية .
* لها دور في تشجيع الحوار بين الثقافات و تأكيد التنوع الثقافي .
* لها علاقة بين الخدمة الاجتماعية التي تكمن في وحدة الهدف و المتمثل في الرقي بالفرد و المجتمع .
* لها دور اتصالي بين أفراد المجتمع حيث تعتبر الوسيلة في الحلقة الاتصالية الجماهيرية .
* لها دور في تسويق المعلومات و المعرفة بصفة عامة .
* المكتبات تناهض الإرهاب الفكري من خلال إجراءات الاقتناء و سياسة التزويد .
      و أحسن مثال على هذا النوع من المؤسسات في الجزائر هي المكتبات المطالعة العمومية الولائية ، حيث تعتبر المحرك الفكري و الثقافي و حتى الاقتصادي التنموي السياحي لكل ولاية بفضل الخدمات التي تقدمها و الدور التعليمي و التربوي الذي تلعبه .                                                                           
        جاءت هذه المكتبات بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 07 – 275 المؤرخ في 6 رمضان من عام 1428هـ الموافق لـ 18 سبتمبر من سنة 2007م و الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد 58 المؤرخة في 7 رمضان من عام 1428هـ الموافق لـ 19 سبتمبر من سنة 2007م. و العينة التي أقدمها على سبيل الذكر هي مكتبة المطالعة العمومية لولاية تيبازة ، و التي تحققت فيها حوالي 90% من المبادئ التي أعلن عليها في القمة العلمية لمجتمع المعلومات في دورته الأولى .                                                                                                                   
        إن هذه المكتبة في فترة زمنية قصيرة من تاريخ إفتتاحها و المقدرة بـ: 6 أشهر قامت بإنجازات مرضية حيث احتوت على مايقارب 662 مستفيد على مختلف الأعمار و الأجناس ، و حسب شهادة بعض المستفيدين و رواده هذه المكتبة في مقابلة لهم أقروا على :                                                                                                
- المكتبة هي مؤسسة للمطالعة و الاكتشاف .
- بواسطتها استطاعوا التأقلم و التعود على محيط القراءة و المطالعة بفضل النادي الذي أنشأته المكتبة " نادي القراء " .                                                                                                         
- تساعد على التحصيل الدراسي بفضل المراجع و الحوليات .
- تساعد على الإبداع و اكتشاف الخبرات و هذا بفضل الأنشطة و الألعاب و المعارض الفكرية مثل : معرض تاريخ الورق .                                                                                                                          
- بواسطة فضاء الانترنت ساعد الأطفال و حتى الكبار بإتقان الحاسوب و استعمال الشبكة و الاتصالات عن بعد  مثل : E-mail و   Skaypو   Blogger.
      و عليه ندعو إلى الاهتمام بمثل هذه المؤسسات و في نفس الوقت نقوم بالدعاية لها و الإشهار بها لأنها الصانعة و المنجزة و المنتقية للقوة المحركة و المتمثلة في العقل البشري لأن الاستثمار الذي يعطي مستقبل اقتصادي ناجع و رفاهية اجتماعية و تطور تنموي لا يكون إلى بالفكر كما < قال أحد السياسيين اليابان أن سر تطور اليابان هو أن سياسته كانت الاستثمار في العقول من خلال المناهج التعليمية و المؤسسات التثقيفية العلمية > و في مقدمتها المكتبات العامة التي بخدماتها تساعد الأفراد و الجماعات في حل مشاكلهم و المشاركة في العملية الديمقراطية بالتثقيف و الوعي و كما يقول سيدنا الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه      << ربوا أبناءكم غير تربيتكم لأنهم خلقوا لزمن غير زمنكم >> .
    و من خلال هذا ما يسعنا إلى القول أن وجود مثل هذه المؤسسات في بلادنا و الوطن العربي بأسره أننا في احتكاك مع الرقي الفكري و التحضر الإنساني .     

      
Kouider tifour

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire